أريد تحليل نص زقاق المدق
Arabe
rrr1
Question
أريد تحليل نص زقاق المدق
1 Réponse
-
1. Réponse geekkhalil
الروائي والكاتب نجيب محفوظ يبدع مجدداً، كما عهدنا أن نندمج معه في أعماله، كأنه يرتحل بنا في أزقة مصر وحواريها، خلال الفترة ما بعد عام الف وتسعمئة وخمس وأربعين، التي كان وقعها مؤلما عل سكان مصر، كان رحلة في عهد الأحتلال الإنجليزي في مصر، نقلاً للواقع بأدق تفاصيله وأكثرها مصداقية ونزاهة. زقاق المدق هو مكان موجود في الحقيقة، استهل به نجيب بحفوظ روايته وصفاً ونقلاً للصورة كما هي. وصف الزقاق ببيتوته و طبيعة الناس الذي يعيشون هناك ومحلاته كافة، و ملل ورتابة الحياة هناك، كعادة حياة المصريين في المناطق المشابهة. بطلة قصتنا هذه هي أنثى في ريعان شبابها، هي العمود الرئيسي للرواية، ترعرعت وكبرت على يد صاحبة أمها التي تكفلت بها، أيقنت هذه الشابة أنها وقعت في الدائرة المظلمة من الحياة، فهذا الزقاق الذي تعيش فيه، وهذه الدناءة والقذارة التي تملئ المكان، أشعلا في داخلها نقماً عليه وعلى حياتها، لأن فتاة مثلها مكانها في السرايات وبيوت الهوانم، والفساتين ذات الرونق والحلي ذات البريق، تحتاج حياة تستحق الحياة. وجدت حميدة مخرجها من هذه الحياة التي كرهت، عباس الحلو، شباب من خيرة شباب الزقاق، أغرته بجمالها، وسكنت هواه، استغلت عذوبتها ورقتها لتنشل قلبه. رأت في هذا الشاب البسيط ملاذاً لها ومسكنا تلجأ إليه بقية عمرها. يعمل الشاب عباس كصاحب صالون حلاقة، يستخرج منه قوت يومه وما يعنيه على العيش ومصائب الدهر. يقع هذا الصالون بجانب محل شخصية أخرى في هذه الرواية وهي شخصية "العم كامل" الكبر بالسن، سئم الحياة، فيغمض أعينه أحياناً ويستغرف في نومه في وضح النهار أثناء فترة عمله. لم ير عباس الحلو في صالون الحلاقة سبيلاً يكفيه ويعيله هو وحميدة، فيقرر ،بعد قراءة فاتحتهما مع والدة حميدة وصاحب محل البسبوسة العم كامل، أن يلتحق بمعسكر الإنجليز محاولاً البحث عن فرصة للعمل أفضل من سابقتها، يكسب منها المال الوفير ويقدر على إدخال السعادة إلى قلب زوجته حميدة. ضحى بالزقاق وصالونه من اجل هذه الشابة الجميلة. لكن حميدة لم تقتنع بمحاولة الشاب، ولم يكفها ارتحاله وتحمله للمشقة لأجلها، فاستمرت بالبحث عن من هو جاهز مسبقاً لكي يدخلها العالم الذي كانت تحلم به، دون أن تضطر إلى الانتظار أكثر. كان لها ما أرادت، اقتنصت غريباً عن الزقاق ينظر إليها من القهوة المقابلة لننافذتها، أُسر هذا الغريب بما رأى، فحثه ذلك على الجلوس في نفس المقعد أمام تلك النافذة يومياً كي يرى تلك الفتاة الجميلة. تتوالى أحداث الرواية وسعي حميدة وراء النقود والملابس الفاخرة والحياة الفارهة المليئة بالرفاهية. يؤول بها الأمر إلى شخصية القواد المدعى "فرج" ليلقي بها ما بين أقدام عساكر العدو، نالت ما اشتهت من مال بعد أن باعت شرفها. هجرت حياة كريمة قذرة مقابل هذه الحياة التي ندمت عليها لكن بعد فوات الأوان.
منقول